منذ لحظة الولادة، يتم فحص الرضيع أثناء إقامته في المستشفى، وكذلك في الأشهر الأولى من حياته خلال الفحوصات الدورية، لتحديد مدى تكيفه مع الحياة خارج الرحم، واكتشاف إصابات الولادة والعيوب الخلقية في النمو، بالإضافة إلى متابعة نموه وتطوره وتطبيق مختلف تدابير الوقاية من الأمراض.
السن التي يجب فيها فحص الرضيع تحددها خطة وبرنامج تدابير الرعاية الصحية من التأمين الصحي الإلزامي، وفقًا لهذه الخطة والبرنامج، يتم فحص الطفل في عمر شهر واحد، شهرين، أربعة، ستة، تسعة واثني عشر شهرًا خلال السنة الأولى من حياته.
فحوصات المولود الجديد في المستشفى
يتم إجراء أول فحص للمولود الجديد فور ولادته. في هذا الوقت، يتم تقييم حالة الطفل باستخدام مقياس أبغار، حيث يتم تقييم لون الجلد، وتيرة التنفس، ومعدل ضربات القلب، وتوتر العضلات، والاستجابة للمحفزات. يتم تقييم أبغار أيضاً في الدقيقة الخامسة من الولادة، وبحسب الحاجة كل خمس دقائق إضافية. يوضح هذا التقييم فقط مدى تأقلم الطفل مع ظروف الحياة خارج الرحم، ولا يعبر عن التطور الحركي والنفسي للطفل في المستقبل.
بعد التقييم بمقياس أبغار، يوضع الطفل في تواصل جلدي مع الأم، ويتم مساعدة الأم على البدء في أول رضاعة. بعد ذلك، يُوزَن الطفل، ويتم قياس طوله ومحيط رأسه. في معظم المستشفيات، يحصل المولود على فيتامين ك وقطرات للعين للوقاية من التهاب الملتحمة الوليدي.
حتى الخروج من المستشفى، يتم إجراء فحص طبي للطفل بحضور الأم في معظم المستشفيات. بذلك، تحصل الأم على فرصة للتأكد من صحة طفلها وطرح أي أسئلة ترغب بها على طبيب الأطفال.
في الأيام الأولى بعد الولادة، تُجرى فحوصات للتحقق من حالات مثل اليوريا، قصور الغدة الدرقية، وفحص السمع، إضافة إلى التحقق من خلل التنسج التطوري للورك. كما يتم التأكد من تطور وعمل العينين، والقلب، والرئتين، والعمود الفقري، والأقدام.
إذا لم يتم تحديد أي انحرافات عن النمو المتوقع أو أي عوامل خطورة في المستشفى، تستمر فحوصات الطفل السليم عند طبيب الأطفال المختار في الفحوصات الدورية المنتظمة. أما الأطفال الذين يعانون من انحرافات في الصحة أو في النمو والتطور المتوقع، فيُحالون لإجراء فحوصات تخصصية وتدخلات علاجية إضافية.
الفحوصات الدورية في سن الرضاعة
تتم الفحوصات الدورية في سن الرضاعة في الشهر الثاني، والرابع، والسادس، والتاسع، والثاني عشر من حياة الطفل في عيادة طبيب الأطفال. خلال السنة الأولى من الحياة، يكون نمو الطفل وتطوره في أوجّه، ويتم متابعتهما بعناية خلال هذه الفترة لاكتشاف أي اختلافات في الوقت المناسب.
خلال الفحص الدوري للرضيع، يتم تسجيل العديد من البيانات حسب عمر الطفل عند إجراء الفحص، وتشمل:
- النمو البدني
- التغذية
- طريقة التغذية: الرضاعة الطبيعية أو بدائل حليب الأم
- التطور الحركي والنفسي
- البصر
- السمع
- النطق
صحة الفم - التطعيمات (التلقيحات)
- تنفيذ الوقاية من الكساح (فيتامين د) وفقر الدم (الحديد)
يتم تسجيل جميع البيانات في السجل الإلكتروني للطفل، كما يتم تسجيل النمو في جداول النمو لمتابعة مدى انحراف الطفل عن النمو المتوقع، وما إذا كان الطفل يتبع نمط نموه الخاص .
بعد السنة الأولى، يتم إجراء ثلاثة فحوصات دورية حتى الفحص الطبي عند الالتحاق بالمدرسة الابتدائية، وذلك في عمر 18 شهرًا، وثلاث سنوات، وخمس سنوات، حيث يُستمر في تسجيل العديد من البيانات عن الطفل في كل فحص.
بعد بدء الطفل في المدرسة الابتدائية، تتم متابعة نموه وتطوره في عيادة طب المدرسة (حيث تُنظم الفحوصات الدورية من قبل عيادة طب المدرسة التابعة والمدرسة التي يلتحق بها الطفل.